مع الانتشار الواسع لمواقع التواصل الاجتماعي، أصبح من الضروري الانتباه إلى المخاطر التي قد تؤثر على الأطفال والمراهقين عند استخدامها دون إشراف أو توعية. كما أن قضاء وقت طويل على هذه المواقع قد يؤثر على أداء الأطفال الدراسي، ويقلل من نفاعلهم مع العالم الحقيقي، لهذا السبب من المهم توعية الأطفال حول كيفية استخدام مواقع التواصل بأمان.
ما هي المخاطر التي ممكن أن يتعرض لها الأطفال عبر مواقع التواصل، نستعرض أهمها:
1- التنمر:
التنمر عبر الإنترنت هو التنمر باستخدام التقنيات الرقمية. ويمكن أن يحدث على وسائل التواصل الاجتماعي، ومنصات التراسل، ومنصات الألعاب الإلكترونية، والهواتف الخلوية. وهو سلوك
متكرر يهدف إلى تخويف الأشخاص المستهدفين أو إغضابهم أو التشهيد بهم. ومن بين الأمثلة
على هذا النوع من التنمر:
- نشر الأكاذيب أو نشر صور محرجة لشخص ما على وسائل التواصل الاجتماعي.
- إرسال رسائل أو صور أو مقاطع فيديو مؤذية أو مسيئة أو تهديدات عبر منصات التراسل.
- انتحال شخصية أحد ما وتوجيه رسائل دنيئة للآخرين باسمه أو من خلال حسابات وهمية.
- ممارسة التحرش الجنسي أو التنمر باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.
2- التأثير النفسي:
استخدام وسائل التواصل الاجتماعي له العديد من الآثار الإيجابية والسلبية على الصحة النفسية.
– الآثار الإيجابية:
الكثير من الناس يعتقد ان منصات التواصل الاجتماعي لها تأثير سلبي على الصحة النفسية ولكن بالمقابل لها آثار إيجابية، يمكن ان نذكر منها:
1- الشعور بالانتماء: تخلق هذه المنصات التي يتواجد فيها أشخاص من مختلف الآراء ومنفتحين على كل الآراء، بيئات يمكن للشخص أن يتقبل فيها نفسه.
٢- إيجاد القوة: تمكن اكتشاف ومتابعة الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي الذين يمكن اتخاذهم كمثال يحتذى به وقبولهم كقدوة.
٣- يقلل من الشعور بالوحدة: وفقاً للأبحاث، فإن التفاعل مع أشخاص آخرين أثناء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يقلل من الشعور بالوحدة ومشاعر الاكتئاب.
٤. تجعلك تشعر بالسعادة والرضا: الشخص يشعر بالسعادة بعد التفاعلات العالية التي يتلقاها نتيجةً لمشاركاته، وفي الحالات المعاكسة نقل السعادة.
٥- توفير التواصل: مع تكنولوجيا اليوم، أصبح الوصول إلى المعلومات الآن سهلاً وبسيطاً للغاية، ويمكن التواصل مع أشخاص بمناطق جغرافية وذو ثقافات مختلفة.
_الآثار السلبية:
يمكن أن يؤثر الاستخدام طويل الأمد والمهمل لوسائل التواصل الاجتماعي بشكل خاص سلباً على الشخص جسدياً وعقلياً، ومن هذه الآثار:
1- الشعور بالنقص: عندما يقارن الأشخاص تفاعلاتهم على منصات وسائل التواصل الاجتماعي مع أشخاص مختلفين ويرون أنهم يتلقون تفاعلاً أقل من غيرهم، هذا يخلق عندهم الشعور بالنقص وقد يتأثرون بشكل سلبي.
2- انعدام التلذذ أو عدم القدرة على الاستمتاع: هو من بين أعراض الاكتئاب في علم النفس.
وفقاً للأبحاث، هناك بعض الأشخاص الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي يعانون من هذه الحالة، خاصة لدى الأشخاص الذين لديهم عدد قليل من الأصدقاء ويتفاعلون قليلاً على المنصات.
٣- الإدمان: الاستخدام على المدى الطويل لهذه المنصات يمكن أن يؤدي إلى الإدمان. يمكن أن تسبب مثل هذه الحالة إلى الانسحاب العاطفي والنفسي، عدم القدرة على تلبية الاحتياجات العاطفية، أعراض الانسحاب ومشاكل التركيز.
٤- القلق: يمكن أن يؤدي إدمان وسائل التواصل الاجتماعي إلى مشاكل نفسية منها القلق.
السبب في هذه الحالة، هو الخوف من فقدان المنشورات التي ينشرها المستخدمون، وعدم القدرة على التفاعل. قد يشعر الشخص بأنه ممكن أن يفوته شيء ما في أي لحظة مما يؤدي إلى القلق.
٥- نمط النوم: قضاء وقت طويل على هذه المنصات مكن أن يتسبب في اضطرابات بالنوم، خاصة الأشخاص الذين يرغبون في التفاعل المستمر ليلاً ونهاراً.
٦- الخمول: كشفت الأبحاث في مجال الصحة أن وسائل التواصل الاجتماعي تشجع على الخمول.
في هذه الحالة قد تنشأ العديد من المشاكل مثل السمنة، السكري من النوع الثاني، مشاكل ضغط الدم وآلام الرقبة.
٧. التلوث المعلوماتي: على الرغم من سهولة الوصول إلى المعلومات اليوم، إلّا أن هناك العديد من المقالات والأخبار التي يتم تحريفها، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب الأخبار والمشاركات التي تنتشر بسرعة كبيرة عليها.
3- الإدمان الرقمي:
الإدمان الرقمي هو حالة يصبح فيها الأفراد معتمدين بشكل مفرط على الأجهزة الرقمية (الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر) والمحتوى الرقمي (وسائل التواصل الاجتماعي والألعاب ومنصات الفيديو والتسوق عبر الإنترنت).
أعراضه:
- الرغبة غير المنضبطة في الاستخدام: مثل الحاجة إلى التحقق باستمرار من الأجهزة الرقمية أو حسابات رسائل التواصل الاجتماعي هذا يؤدي إلى زيادة الوقت الذي يقضيه الفرد على الجهاز دون قصد.
- صعوبات في إدارة الوقت: الأفراد الذين يعانون من الإدمان الرقمي يواجهون صعوبة في إدارة الوقت وقد يفشلون في الوفاء بمسؤولياتهم.
- اضطراب في نمط النوم.
- تراجع الأداء في العمل والأداء الأكاديمي: يمكن أن يقلل الإدمان الرقمي من إنتاجية الشخص في العمل أو التعليم عند الأطفال.
- العزلة الاجتماعية: يؤدي الإدمان الرقمي إلى الإضرار بالعلاقات الاجتماعية الواقعية للشخص ويؤدي إلى التفاعلات عبر الإنترنت فقط.
- تغيرات في المزاج مثل التوتر والقلق والتهيج والاكتئاب.
- مشاكل الصحة البدنية مثل إجهاد العين والصداع وآلام الرقبة والظهر.
– أنواع الإدمان الرقمي:
1 – إدمان وسائل التواصل الاجتماعي.
2- إدمان الألعاب.
3- إدمان الإنترنت.
4- إدمان التسوق عبر الإنترنت.
5 – إدمان مشاهدة الفيديو والمسلسلات التلفزيونية.
6 – إدمان الحصول على المعلومات.
لحماية الأطفال من مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي، من الضروري تعزيز الوعي لديهم حول الاستخدام الآمن والمسؤول للإنترنت. يمكن للأهل لعب دور أساسي في ذلك من خلال المتابعة المستمرة، ووضع ضوابط واضحة، وتشجيع الحوار المفتوح حول تجاربهم الرقمية. في النهاية، يبقى الاستخدام المتوازن والمدروس لمواقع التواصل والإنترنت هو المفتاح للاستفادة من مزاياهم دون الوقوع في مخاطرهم.
المصدر:
unicef.org
npistanbul.com